Skip to main content

رؤيا الله تعالى


الله تعالى
الذي ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، ورؤيته في المنام تختلف باختلاف السرائر: فمن رآه بعظمته وجلاله، بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، كان ذلك دليلاً على الخير، وهي بشارة له في دنياه وسلامة دينه في عقباه، وإن رآه على خلاف ذلك كانت رؤياه دالة على سوء سريرته، ومن رآه من المرضى مات، وإن الله تعالى هو الحق والموت حق، وإن رآه ضال اهتدى لرؤيته، وإن رآه مظلوم انتصر على أعدائه. وأما سماع كلامه تعالى من غير تشبيه فإنه يدل على بدعة الرائي. وربما دل سماع كلامه على الأمن من الخوف وبلوغ المنى. وربما دل كلامه تعالى من غير رؤية على رفع المنزلة خاصة إن كان قد أوحي إليه، ولو كان من وراء حجاب ربما كان بدعه وضلالة. وربما نال منزلة على قدره. وقيل إن من رأى الله تعالى في صورة يصفها ويحددها، فإن رؤياه من الأضغاث، وإن الله تعالى لا يحد ولا يشبه بشيء من المخلوقات، وقيل من رأى الله تعالى مصوراً في مكان، فإن الرائي ممن يكذب على الله تعالى، أو ينسب إليه ما لا يليق به.
ومن رأى: أن الله تعالى يكلمه واستطاع النظر إليه، فإن الله يرحمه ويتم عليه نعمته.
ومن رأى: أنه ينظر إلى الله فإنه ينظر إليه في الآخرة.
ومن رأى: أنه صلى عنده فاز برحمته، ونال الشهادة إن طلبها، وأدرك ما أمل من أمر دنياه وآخرته.
ومن رأى: أنه يعانقه، أو يقبل عضواً من أعضائه فاز بالأجر الذي يطلبه، ونال من أجر العمل ما يرغبه.
ومن رأى: أنه أعطاه شيئاً من متاع الدنيا فيصيبه بلاء وأسقام، ويعظم بذلك أجره ويضاعف ثوابه وذكره.
ومن رأى: أنه وعد بالمغفرة أو دخول الجنة أو نحو ذلك فإنه لا يزال خائفاً من الله تعالى مراقباً له.
ومن رأى: الله تعالى، ولم يستطع النظر إليه أو رأى عرشه أو كرسيه فقد قدم لنفسه خيراً، وإن رآه وكلمه، واستطاع النظر إليه أو رآه على عرشه أو كرسيه نال خيراً وعلماً عظيماً.
ومن رأى: أنه يفر من الله تعالى وهو يطلبه ولو كان عابداً فإنه يتحول عن العبادة والطاعة، وإن كان له والد يعقه ويعصيه، وإن كان عبداً فإنه يتحول ويأبق من سيده.
ومن رأى: كأن بينه وبين الله تعالى حجابا فإنه يعمل الكبائر ويرتكب الآثام، ومن رآه عبوساً أو غاضباً عليه أو عجز عن احتمال نوره أو دهش عند رؤيته أو أخذ يسأل في التوبة والمغفرة فإنه يدل على الذنوب والكبائر والبدع والأهوال.
ومن رأى: أن الله تعالى كلمه فذلك تحذير له، ونهي عن المعاصي.
ومن رأى: أن الله تعالى يحدثه فإنه يكثر من تلاوة القرآن الكريم.
ومن رأى: أنه يحدثه ويفهم كلامه فإنه يسمع كلمة من سلطان أو حاكم.
ومن رأى: أن الله تعالى مسح على رأسه وباركه، فإن الله تعالى يخصه بكرامته ويرفع قدره إلا أنه لا يرفع عنه البلاء إلى أن يموت.
ومن رأى: الله تعالى على صورة والد أو أخ أو ذي قرابة ومودة وهو يلاطفه ويباركه فإنه يصيبه ببلاء في بدنه يعظم الله به أجره.
ومن رأى: أن الله تعالى اطلع على موضع أو بيت أو نزل في أرض أو بلد أو مكان، فإن العدل يشمل ذلك المكان ويكثر فيه الخير والخصب بإذن الله تعالى، وإن اطلع على مكان وهو عبوس أو معه ظلمة فذلك دمار لذلك الموضع وهلال لأهله وإصابة بلاء أو شدة أو وباء ونحو ذلك من البلايا، ومن رآه عند مكروب أو سجين أو محصور فإنه يفرج عنه ويكشف ما به.
ومن رأى: أنه يسب الله تعالى فإنه جاحد لنعمته، غير راض بما قسم الله تعالى من الرزق.
ومن رأى: كأنه قائم بين يدي الله تعالى ينظر إليه، فإن كان الرائي من الصالحين فرؤياه رؤيا رحمة، وإن لم يكن من الصالحين فعليه الحذر من ذلك.
ومن رأى: كأنه يناجيه أكرم بالقرب وحبب من الناس، كذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي الله.
ومن رأى: كأنه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه، وأدى أمانته إن كانت في يده، وقوي سلطانه.
ومن رأى: أنه يكلمه من غير حجاب فإنه يكون ذا خطيئة في دينه، فإن كساه فهو هم وسقم طوال حياته، ويستوجب بذلك الأجر الكبير.
فإن رأى كأن الله تعالى سماه باسمه واسم آخر علا أمره وغلب أعداءه.
فإن رأى أن الله تعالى ساخط عليه دل ذلك على سخط والديه عليه.
ومن رأى: أن والديه ساخطان عليه دل ذلك على سخط الله تعالى عليه.
ومن رأى: أن الله تعالى غضب عليه فإنه يسقط من مكان رفيع.
ومن رأى: أنه سقط من حائط أو سماء أو جبل دل ذلك على غضب الله تعالى.
ومن رأى: مثالاً أو صورة فقيل له: أنه إلهك، وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك بالباطل على ظن أنه حق.
ومن رأى: الله تعالى يصلي في مكان، فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه.
ومن رأى: الله تعالى يقبله، فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه، أو يلقن القرآن الكريم، وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع.
ومن رأى: الله تعالى قد ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء الله تعالى. وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دل على عمارته إن كانت خراباً، أو على خرابه إن كان عامراً، وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم، وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل. وربما دلت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على ملك عظيم يكون فيه، أو يتولى أمره جبار شديد، أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات. وأما الخشية من الله تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون، والغنى من الفقر، والرزق الواسع.
ومن رأى: كأنه صار الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم.
ومن رأى: كأن الحق تعالى يهده ويتوعده فإنه يرتكب معصية، ودل ذلك على غضب الله تعالى.

Comments

Popular posts from this blog

رؤيا الجامع

يدل في المنام على الملك لقيامه بأمور الدين، والحاكم الفاصل بين الحال والحرام، والسوق الذي يقصد الناس فيه الربح، ويخرج كل إنسان منه بربح على قدره وعمله، ويدل على كل من تجب طاعته من والد وأستاذ ومؤدب وعالم، ويدل على العدل لمن دخله في المنام مظلوماً، ويدل على القرآن الكريم لكثرة الوارد منه، ويدل على المقبرة التي هي مكان الخشوع والغسل والطيب والصمت والتوجه إلى القبلة، ويدل على ما يستعان به على الأعداء كالحصن الحصين للأمن من الخوف، فسقوف المسجد خواص الملك والمطلعون على أحواله، والعمد أكابر الدولة وأمراؤها، وحصره بسط عدله وعلماؤه الذين هم تحت طاعته، وأبوابه حجابه، ومئذنته نائبه أو صاحب أخباره، وإن دل على الحاكم فأعمدته أوقاته، ومصابيحه فضلاء عصره وفقهاؤه، وحصره بسط أحكامه أو ما يلقيه عليهم من العلوم، وسقفه كتبه التي تستره ويرجع إليها، ومئذنته هي القائم بجمع الناس لما يلقيه عليهم من الفضل، ومنبره العبد، ومحرابه زوجته أو ما دل على الرزق الحلال، والمنارة وزير وإمام. وربما دلت المنارة على مؤذنيها، والمصحف على قارئه، والمنبر على خطيبه، والباب على بوابه، والقيم على مصابيحه وفرشه، فما حدث في المس

رؤيا الجمل

الجمل هو في المنام حزن، فمن رأى أنه ركب جملاً مطيعاً، فإن حاجة له تقضى من رجل أعجمي، فإن كان عربياً فإنه يرزق الحج، فإن نزل عنه في الطريق فإنه يمرض، ويعسر عليه ذلك السفر ثم يشفى ويتيسر عليه أمره. فإن رأى جملاً يصول عليه أصابه حزن أو مرض أو خصومة مع رجل سفيه، فإن أخذ بخطامه وقاده في طريق معروف فإنه يرشد رجلاً من الضلالة إلى الصلاح، فإن قاده في غير طريقه فإنه يقوده إلى فساد. وربما دلت قيادة الجمل بخطامه على أنه يملك أمر رجل يطيعه في كل أموره، والجمل البختي رجل أعجمي، والجمل العربي رجل أعرابي، والجمل المتعلم عدو غني. ومن رأى: أنه اشترى جمالاً فإنه يداري الأعداء ويميل إليهم ليطيعوه، فإن ركب واحداً منها سافر. ومن رأى: أنه رعى إبلاً عراباً ولي ولاية على العرب، وإن كانت بخاتي فهي ولاية على العجم، فإن أكل رأس جمل اغتاب رجلاً عظيماً، وقيل من رأى أنه ركب بعيراً فإنه يسافر. وربما يمرض، وكذلك إن رآه مضطجعاً، فإن أخذ من أوبارها نال مالاً باقياً وادخره، وإن رآه في جداره أو بستانه فإنه ينال خيراً وبركة وفرحاً. فإن رأى إبلاً كثيرة في بلد فيقع في ذلك البلد موت وحرب، فإن ملكها نال سلطاناً

تفسير حرف الباء

بسملة الكتاب: تعني الخير بالبركة والمال، أو حصولك على العلم والهدى. بيت: يراه النابلسي قبر، وخصوصًا إذا كان الحالم لديه مشكلات مرضية، والمنزل الجديد موت. بنك: إذا أخذت أموال من البنوك فهذا خير، بينما إذا وضعت أموالك في البنوك فهناك عقبات تنتظرك. بستان: هي زوجتك في المنام، إن كان البستان جميل، فانت رجل كريم من زوجتك، وإن كان قبيح فأنت رجل قاسي القلب.